عمرك شفت حد… كنت بتشوفه كتير من بعيد… و تحس إنه حد جميل… بدون أي دليل أو سبب لإحساسك ده… عمرك شفت حد… و حسيت إنك من أول مرة تسلم عليه و إيدك تلمس إيديه إنه قريب منك أوي… عمرك شفت حد… يشبهلك… بتناقضاتك… و جنانك… و حبك الأعمى للحياة… بتقابله لأول مرة… و في عينيه إنبهار بالشبه الغريب اللي بينكم… و تساؤل… زيك تمام… هو صحيح الشبه ده موجود و للا أنا اللي باختلقه عشان عجباني الحكاية… عارفك… و عارف إنت مين… زي ما يكون قرا كل اللي كتبته… و شاف الغليان اللي بيتقلب تحت السطح الهادي اللي راسي على وشك و في ملامحك… ويقول كلام… مش ليك بس ليك… و انت عارف إنه أصلا ليك… يبص لك… ويسأل من غير ما يسأل… و انت تجاوب برضه من غير كلام… لكن يفضل عايز يعرف إنت مين… عاوزك تقول… حاجات كتير… هو فاهمك… عارف إنك غير كل الناس… و قال لك إنه عارف… عارف إن عندك اللي مش عندهم… و انه مش مهم يكون عندك اللي عندهم… و لما عينك تيجي في عينيه… يقول لك و بأعلى الصوت: كون إنت! … إن دي أجمل حاجة فيك… إنك إنت… يعرف شوية تفاصيل في وسط الكلام… يتخض… و تشوف على وشه شوية دهشة و خيبة أمل… يداريهم بسرعة… و يبتسم إبتسامة حايرة تنادي… تعالى و قول لي كل اللي عندك… بلاش التوهه دي… بلاش نضيع أي وقت… عاوز أعرف إنت مين… ياه… كنت فين طول السنين اللي فاتت… و أنا كنت فين… ويجري الوقت كالعادة… يطير… فتيجي تقوم عشان تمشي… يعطلك… و انت ما تصدق… تضحكله ضحكة مُرّة بتقول الوداع جاي ولو اتأخر دقايق… بس كويس إنه اتأخر.. ولو لدقايق… أشوفك شوية زيادة… و أسمعك… تسألني أجاوب و أسأل تجاوبني… من غير كلام… ويفضل صوت حوار ملوش أول من آخر داير ما بينكم سامعينه اللي حواليكم و مش داريين بكلام ماتقالش واتقال… أشوف عينيك مرة و أهرب منهم عشرين… تظبطني متلبسة باتفرج عليك وانت بتتكلم… وترد بطيبة و حنان نازف من بصتك ليا… افضل أتكلم واتكلم لحد ما اختصر الوداع للحظة مفاجئة من غير أي مقدمات أو تطويل… وكأن اللحظة دي من قصرها بتقول دي مش النهاية… لا أبدا مش النهاية… دي البقية لسة جاية في الأعداد القادمة